
الثلاثاء, 15 ربيع الآخرة 1447
ما طبع القهوة؟ هل هو حار أم بارد؟
تخيّل أنك تستيقظ في صباحٍ بارد من أيام الشتاء وتشرب كوبًا من القهوة الساخنة لتدفئة جسدك، أو في يومٍ حارٍ من الصيف تختار كوبًا من القهوة المثلّجة لتنتعش. لكن هل تساءلت يومًا لماذا يشعر بعض الناس بالحرارة والطاقة بعد شرب القهوة، بينما يشعر آخرون بالبرودة والضعف؟ السبب يعود إلى طبع القهوة وتأثيرها على مزاجات الأجسام المختلفة.
في الطبّ التقليدي، لكل نوع من الطعام طبعٌ خاص يمكن أن يتوافق أو يتعارض مع طبع جسم الإنسان. ومعرفة طبع القهوة تساعدك على فهم تأثيرها على جسدك وكيفية تناولها بالشكل الأنسب لك.
يُعتبر طبع القهوة في الطبّ التقليدي باردًا وجافًا، أي أنها تقلّل من حرارة الجسم وتزيد الجفاف. وهذا مفيد للأشخاص ذوي الطبع الحار، لكنه قد يسبب مشاكل لمن طبعهم بارد.
لكن من المهم معرفة أن طريقة تحميص القهوة تغيّر من طبيعتها:
حبوب القهوة الخضراء (غير المحمّصة): طبعها حار وجاف.
الحبوب المحمّصة: تتحوّل إلى باردة وجافة بعد التحميص.
لذلك، نوع القهوة التي تشربها يلعب دورًا مهمًا في تأثيرها عليك.
الأشخاص ذوو الطبع الحار عادةً يشعرون بالنشاط والتركيز بعد شرب القهوة، أما من لديهم طبع بارد وجاف فقد يعانون من التعب أو برودة الأطراف أو الأرق. ولهذا يُنصح أن يضيفوا إلى قهوتهم بعض المواد الدافئة مثل الزعفران، القرفة، الهيل، الزنجبيل أو ماء الورد لتوازن الطبع.
الطبّ الحديث يؤكد أيضًا أن القهوة تؤثر على عملية الأيض والجهاز العصبي بطرق مختلفة من شخصٍ إلى آخر، فيشعر بعضهم بالنشاط وآخرون بالضعف أو القلق.
كيف يؤثر طبع القهوة على الجسم
القهوة بطبعها البارد والجاف تُخفّف من حرارة الجسم الزائدة عند ذوي الطبع الحار، مما يزيد من تركيزهم ونشاطهم. بينما لدى أصحاب الطبع البارد، قد تسبب جفافًا وخمولاً أو مشكلات هضمية.
ولتعديل تأثيرها يمكن إضافة:
القرفة – تقلل البرودة وتزيد الطاقة.
الهيل – يحسّن الهضم ويمنح رائحة طيبة.
الزعفران – يبعث النشاط ويوازن البرودة.
الزنجبيل – يمنح الدفء ويمنع الخمول.
ماء الورد – مهدئ وموازن للبرودة.
العسل أو النبات – يمنع الجفاف ويزيد الحيوية.
هل الحليب يوازن طبع القهوة؟
الحليب بارد ورطب، لذا فإن إضافته إلى القهوة تزيد من برودتها، وهو مناسب لأصحاب الطبع الحار، لكن لا يُنصح به لأصحاب الطبع البارد إلا إذا أضيفت إليه مواد دافئة.
أنسب أوقات شرب القهوة حسب الفصول
الربيع: مناسب للجميع، ويُفضّل لذوي الطبع البارد إضافة القرفة أو الهيل.
الصيف: القهوة المثلّجة تخفف الحرارة لكنها قد تسبب الجفاف إذا أُفرط في تناولها.
الخريف: يُستحسن إضافة ماء الورد أو العسل لتقليل الجفاف.
الشتاء: الأفضل تناول القهوة مع القرفة أو الزنجبيل أو الزعفران لزيادة الدفء.
وفي النهاية، يعتمد تأثير القهوة عليك على طبيعة جسمك، الفصل، وطريقة إعدادها. فحين تعرف كيف توازن بين هذه العوامل، ستستمتع بالقهوة بكل فوائدها — من طاقة وتركيز ومتعة — دون أي آثار جانبية.